"الغارديان": الصين تحطم المزيد من الأرقام القياسية مع زيادة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح

"الغارديان": الصين تحطم المزيد من الأرقام القياسية مع زيادة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح
محطة للطاقة الشمسية في الصين

في مشهد يعكس السباق المحموم نحو مستقبل طاقة نظيفة، قامت الصين في مايو الماضي بتركيب منشآت من طاقة الرياح والطاقة الشمسية تكفي لتوليد كهرباء تعادل ما تنتجه دول كاملة مثل بولندا أو السويد، وفقًا لتحليل جديد لوتيرة البناء المتسارعة في أكبر دولة في العالم في إنتاج الطاقة المتجددة.

وكشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية، اليوم الخميس، أنه استناداً لتحليل أجراه لوري ميليفيرتا، الزميل البارز في معهد سياسات جمعية آسيا، أضافت الصين في مايو وحده 93 غيغاوات من الطاقة الشمسية –ما يعادل تركيب حوالي 100 لوح شمسي كل ثانية، كما شملت المنشآت 26 غيغاوات من طاقة الرياح، تعادل بناء نحو 5300 توربين هوائي.

وأوضحت أنه رغم أن كمية الطاقة المنتَجة تختلف حسب الموقع الجغرافي والظروف المناخية، فإن ميليفيرتا خلص إلى أن إنتاج هذه المنشآت الجديدة يقارب الاستهلاك السنوي للكهرباء في بولندا.

نصف طاقة العالم الشمسية 

بلغت السعة الإجمالية المركبة للطاقة الشمسية الكهروضوئية في الصين الآن أكثر من 1000 غيغاوات لأول مرة، ما يعادل نصف القدرة العالمية للطاقة الشمسية.

وفي الفترة من يناير إلى مايو، أضافت الصين ما مجموعه 198 غيغاوات من الطاقة الشمسية و46 غيغاوات من طاقة الرياح، ما يكفي لتوليد كهرباء تعادل الاستهلاك السنوي لدول مثل إندونيسيا أو تركيا.

وكتب ميليفيرتا على وسائل التواصل: "كنا نعلم أن اندفاع الصين لتثبيت الطاقة الشمسية وطاقة الرياح سيكون جنونيًا".

الصين.. الملوّث الأكبر 

رغم كونها أكبر مصدر للغازات المسببة للاحتباس الحراري في العالم، فإن الصين تتصدر أيضًا إنتاج وتثبيت تكنولوجيا الطاقة النظيفة، ما يجعلها محورًا رئيسيًا في معركة التغير المناخي.

هذا النشاط المتسارع يأتي في وقت تجري فيه محادثات مناخ غير رسمية بين مسؤولين أمريكيين وصينيين في بكين، في محاولة لإعادة إحياء التعاون المناخي بين القوتين العظميين بعد سنوات من الجمود، خاصة منذ انسحاب إدارة دونالد ترامب من اتفاقية باريس للمناخ.

ويرى الرئيس الصيني شي جين بينغ أن قطاع الطاقة المتجددة يشكل ركيزة أساسية لدفع عجلة الاقتصاد الوطني، الذي يواجه تباطؤًا ملحوظًا. وفي كلمة له في أبريل، أكد شي أن بلاده بنت خلال خمس سنوات "أكبر وأكمل سلسلة صناعة طاقة جديدة في العالم".

وتشمل "الطاقة الجديدة" في الصين مصادر مثل الطاقة الشمسية، والرياح، والبطاريات، والتقنيات المرتبطة بها.

أسعار الألواح تقتل الأرباح

رغم النمو الضخم، يعاني القطاع من ضغوط تنافسية شديدة دفعت أسعار الألواح الشمسية إلى مستويات بالكاد تغطي تكاليف الإنتاج.

وفي الربع الأول من 2025، سجلت أكبر خمس شركات للطاقة الشمسية في الصين خسائر إجمالية تجاوزت 8 مليارات يوان (نحو 1.1 مليار دولار)، بحسب وكالة بلومبرغ.

ووصف المدير العام لشركة جينينغ للتكنولوجيا الوضع خلال مؤتمر صناعي بـأنه: "دورة موت... لا أحد يربح، الجميع يتوسع دون توقف".

تواصل الصين قيادة العالم في سباق التحول نحو الطاقة النظيفة، ولكن التحديات المالية والتنظيمية تضع علامات استفهام حول استدامة هذا النمو السريع، وبينما تسعى بكين لإثبات ريادتها المناخية عالميًا، فإن الحفاظ على توازن بين الطموح البيئي والربحية الاقتصادية سيبقى المعادلة الأصعب في السنوات القادمة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية